منتدى المساواة: تعزيز حقوق العمال والعدالة الاجتماعية في المنطقة العربية

منصة للحقوق العمالية الشاملة

يُعد منتدى المساواة منصة عمالية متخصصة تهدف إلى تعزيز حقوق العمال ودفع عجلة العدالة الاجتماعية في أماكن العمل في مختلف أنحاء المنطقة العربية. ويُوفر هذا المنتدى مساحة إقليمية للنقابيين من مختلف القطاعات والخلفيات لتبادل الخبرات، ومناقشة التحديات المشتركة — من ظروف العمل غير الآمنة إلى الأجور غير العادلة — والعمل بشكل جماعي على تطوير استراتيجيات موحدة لتحسين ظروف العمل وحماية حقوق جميع العمال. ويُشكل مبدأ الشمول والمساواة محوراً أساسياً في رسالة المنتدى، لضمان عدم تهميش أي فرد أو مجموعة في السعي نحو عمل كريم وعادل، تماشياً مع مبدأ الأمم المتحدة "عدم ترك أحد خلف الركب"، والذي يؤكد أن حقوق العمال والحماية الاجتماعية يجب أن تشمل الجميع، بما في ذلك الفئات الهشة والمهمشة. وفي إطار ولايته، ينفذ المنتدى مجموعة من المبادرات التي تركز على التوعية، والدعم، وبناء القدرات. فهو يقود حملات شاملة لتثقيف جميع العمال — دون تمييز — بحقوقهم الأساسية في العمل، بما في ذلك الحق في أجر عادل، وبيئة عمل آمنة وصحية، والحماية الاجتماعية، وحرية التنظيم النقابي والمفاوضة الجماعية. كما يقدم المنتدى الإرشاد العملي والدعم القانوني للعمال الذين يواجهون عوائق هيكلية أو إدارية أو قانونية في سبيل الحصول على حقوقهم، مثل التعقيدات القضائية أو الفصل التعسفي. ومن خلال بناء شبكات تضامن وتشجيع العمل النقابي، يُمكن المنتدى العمال من الدفاع عن أنفسهم بفعالية أكبر. كما يعمل، من خلال ورش العمل والندوات وجلسات الحوار المنهجي، على تمكين العمال وتعزيز صوتهم في الساحات العامة والمؤسساتية، مساهماً بذلك في تحقيق الهدف الأوسع ببناء مجتمع عادل وشامل في المنطقة العربية، يقوم على سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان والعمل اللائق للجميع.

المواءمة مع أهداف التنمية المستدامة

تماشياً مع الالتزامات الدولية، يدعم عمل منتدى المساواة عدة أهداف من أهداف التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، لاسيما تلك المرتبطة بحقوق العمال، والمساواة، والحماية الاجتماعية. ومن بين أبرز هذه المساهمات:

  • الهدف 8: العمل اللائق ونمو الاقتصاد يدافع المنتدى عن ظروف عمل لائقة، وأجور عادلة، وتعزيز الحماية العمالية. ويكتسب هذا الأمر أهمية خاصة في المنطقة العربية التي تسجل أعلى معدلات بطالة في العالم، لاسيما بين النساء والشباب. فحتى قبل جائحة كوفيد-19، كان هناك 14.3 مليون شخص عاطل عن العمل في الدول العربية. ويُضاف إلى ذلك أن نحو ثلثي الوظائف في المنطقة هي وظائف غير رسمية، تفتقر إلى العقود المستقرة أو المنافع الاجتماعية. ومن خلال الدفع نحو خلق وظائف رسمية، وتطبيق معايير العمل، وضمان أماكن عمل آمنة، يُسهم المنتدى في دعم نمو اقتصادي شامل ومستدام، وخلق فرص عمل إنتاجية وكريمة لجميع فئات المجتمع.
  • الهدف 10: الحد من أوجه عدم المساواة يركز المنتدى بشكل جوهري على الحد من التفاوت في الدخل والفرص، عبر الدفاع عن حقوق العمال وتعزيز المساواة في بيئة العمل. وفي الواقع، فإن أقل من ثلث القوى العاملة في المنطقة العربية مشمولة في أنظمة الضمان الاجتماعي، ما يعني أن غالبية العمال — خصوصاً في القطاع غير الرسمي أو ذوي الأجور المتدنية — يفتقرون للحماية الأساسية. ويقود المنتدى حملات لتوسيع شبكات الحماية الاجتماعية، واعتماد سياسات عادلة لجميع العمال، بما يضمن أن فوائد النمو الاقتصادي تعود على الجميع. كما يكافح التمييز في الأجور والتوظيف، ويدافع عن الحق في المساواة في المعاملة للعمال المهاجرين.
  • الهدف 5: المساواة بين الجنسين في ظل التحديات المستمرة التي تواجهها النساء في سوق العمل، يولي المنتدى أهمية خاصة لتعزيز حقوق النساء، والقضاء على التمييز القائم على النوع الاجتماعي. فالمنطقة العربية تسجل أدنى معدلات مشاركة نسائية في سوق العمل عالمياً — حيث تشارك امرأة واحدة فقط من كل خمس نساء في سوق العمل، وهو ما يعكس فجوة تقارب 50 نقطة مئوية مقارنة بالرجال. كما تسجل أعلى معدلات بطالة نسائية على مستوى العالم، مع فارق يتجاوز 11 نقطة مئوية بين معدلات بطالة النساء والرجال. إلى جانب ذلك، فإن النساء ممثلات بشكل ضعيف في مواقع اتخاذ القرار، ويشغلن نسبة محدودة من المناصب القيادية والإدارية. ويتصدى المنتدى لهذه التحديات من خلال مبادرات تروج لمبدأ "أجر متساوٍ مقابل عمل متساوٍ"، وحماية الأمومة، وتعزيز القيادة النسائية في النقابات وأماكن العمل. ومن خلال التدريب والدعم التشريعي، يساهم المنتدى في تحقيق الهدف الخامس المتعلق بتحقيق المساواة بين الجنسين في العمل.
  • الهدف 3: الصحة الجيدة والرفاه يرتبط ضمان حياة صحية ورفاه للعمال ارتباطاً وثيقاً بالصحة والسلامة المهنية. ويُسهم المنتدى في هذا المجال من خلال رفع الوعي حول بيئات العمل الآمنة والصحية، والضغط على أصحاب العمل والحكومات لتطبيق معايير صارمة في مجال السلامة المهنية. ويواجه العديد من العمال في قطاعات مثل البناء، والصناعة، والزراعة، مخاطر مهنية وظروف عمل قاسية تؤدي إلى إصابات أو أمراض. ومن خلال حملاته الهادفة لتحسين التشريعات وتنفيذها وتوسيع نطاق الرعاية الصحية، يعزز المنتدى رفاه العمال الجسدي والنفسي، ويواكب الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة.
  • الهدف 16: السلام والعدالة والمؤسسات القوية يساهم المنتدى في ترسيخ العدالة الاجتماعية، والمساءلة، وسيادة القانون في العلاقات العمالية، مما يعزز تطوير مؤسسات شاملة وشفافة. وتُظهر المؤشرات أن المنطقة العربية تُعد من أضعف المناطق في ضمان الحقوق العمالية، حيث أظهر تقرير الاتحاد الدولي للنقابات أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي الأسوأ عالمياً من حيث احترام حقوق العمال. وفي بعض الدول المتأثرة بالنزاعات، مثل اليمن وسوريا، حُرم العمال من أبسط أشكال الحماية. ويعمل المنتدى من خلال الدفاع عن تطبيق قوانين العمل، وحرية التنظيم، والوصول إلى العدالة (مثل الحق في التظلم من الأجور غير المدفوعة أو الفصل التعسفي) على بناء مؤسسات أكثر عدالة وكفاءة، بما يعزز من تحقيق الهدف السادس عشر لأجندة 2030.

لا أحد يُترك خلف الركب: مبادرات للحقوق العمالية الشاملة

مسترشداً بمبدأ "عدم ترك أحد خلف الركب"، ينفذ منتدى المساواة، بالتعاون مع الحركة النقابية العربية، مجموعة شاملة من المبادرات لضمان الإدماج الكامل والحماية لجميع العمال، لا سيما أولئك الذين يعيشون في أوضاع هشة أو مهمشة. وتشمل هذه المبادرات:

  • ● تمكين العمال المهمشين: يُولي المنتدى اهتماماً خاصاً بالفئات العمالية التي تواجه صعوبات إضافية مثل العمال المهاجرين، والنساء، والشباب، وكبار السن، من خلال برامج تدريبية هادفة، وحملات توعوية، وورش عمل لبناء القدرات. ويُشكل العمال المهاجرون نسبة كبيرة من القوى العاملة في المنطقة — حيث تتراوح نسبتهم بين 76% و95% في دول مجلس التعاون الخليجي — وهم غالباً ما يعملون في وظائف منخفضة الأجر وتفتقر إلى الحماية القانونية. ومن خلال دعم هؤلاء الفئات، يساعد المنتدى على تجاوز الحواجز وتحقيق الإدماج في العمل النقابي.
  • ● تعزيز الحوار الاجتماعي الشامل: يشجع المنتدى الحوار البنّاء بين العمال والنقابات وأصحاب العمل والجهات الحكومية لضمان مشاركة جميع الأصوات في صناعة القرار، وخاصة العمال المستبعدين تقليدياً مثل العاملين في الاقتصاد غير الرسمي أو العمال المهاجرين. وفي العديد من الدول، ما زالت النقابات المستقلة تواجه قيوداً شديدة، بما في ذلك حظر التنظيم النقابي. ويسعى المنتدى إلى فتح قنوات بديلة للحوار، والدفع نحو إصلاحات قانونية تضمن حرية التمثيل النقابي. all In several countries, independent unions are currently curtailed – for instance, some Arab states impose outright bans or severe restrictions on freedom of association, preventing workers (especially migrants) from organizing freely. The Equality Forum counters this by fostering alternative avenues for dialogue (such as community consultations and multi-stakeholder forums) and by advocating for legal reforms to enable free and fair union representation. Ensuring that even the most marginalized workers have a seat at the table leads to more equitable agreements and labor policies.
  • ● توفير الدعم القانوني: يُعد الوصول إلى العدالة تحدياً كبيراً لكثير من العمال المعرضين للانتهاكات. ويعمل المنتدى على ضمان المساعدة القانونية المجانية للعمال غير القادرين على تحمل التكاليف أو الذين يفتقرون إلى المعرفة القانونية. ويُقدم المنتدى وشركاؤه خدمات الاستشارة، والعيادات القانونية، وخطوط الدعم لمساعدة العمال على تقديم الشكاوى، وفهم حقوقهم، واللجوء إلى المحاكم أو الوساطة عند الحاجة.
  • ● التثقيف والتوعية: يقود المنتدى حملات توعوية موسعة لتثقيف جميع العمال بحقوقهم وآليات الدفاع عنها، ويحرص على الوصول إلى العاملين في المناطق النائية، أو في العمل غير الرسمي، أو في الخدمة المنزلية، عبر مواد مبسطة متعددة اللغات، وورش تدريب، ومنصات رقمية. وتُساهم هذه الحملات في رفع الوعي العام وتمكين العمال من التعرف على الانتهاكات واتخاذ إجراءات فعالة.
  • ● التعاون مع منظمات المجتمع المدني: يعزز المنتدى شراكاته مع منظمات المجتمع المدني العاملة في مجالات حقوق الإنسان والعمل والحماية الاجتماعية. وتشمل هذه الشراكات جمعيات حقوقية، ومنظمات نسائية، ومؤسسات بحثية. وتُسهم هذه الشبكات في تشكيل آليات إنذار مبكر وتوفير الدعم الفوري في حال الأزمات العمالية.
  • ● تطوير سياسات عمل شاملة: يدعو المنتدى إلى إصلاح القوانين والسياسات العمالية بما يعكس تنوع القوى العاملة ويستجيب لاحتياجات العمال في الوظائف غير النظامية. ويشمل ذلك إدراج العاملين المنزليين، والعمال المستقلين، والعاملين في الاقتصاد الرقمي ضمن مظلة الحماية القانونية، وتوسيع نطاق الأجور الدنيا والتغطية الاجتماعية، وتبسيط إجراءات تسجيل النقابات. intersecting vulnerabilities (for example, a young migrant domestic worker who might be excluded on multiple fronts) and bring them under the umbrella of legal protection.
  • ● تعزيز التنوع والتمثيل: يدعو المنتدى إلى بناء حركة نقابية تعكس تنوع المجتمع. ويشمل ذلك تعزيز مشاركة النساء، والشباب، والأقليات، والأشخاص ذوي الإعاقة في مواقع صنع القرار النقابي. وعلى سبيل المثال، لا تتجاوز نسبة النساء في عضوية النقابات 20% في بعض البلدان، ويكاد يغيب تمثيلهم في مجالس القيادة كما هو الحال في لبنان. ويدعم المنتدى برامج الإرشاد والتدريب القيادي وتعديل الأنظمة الداخلية لضمان مشاركة عادلة.

من خلال هذه المبادرات المتعددة، يعمل منتدى المساواة وشركاؤه في الحركة النقابية العربية على ضمان عدم ترك أي عامل خلف الركب. ومن خلال تمكين الفئات الأكثر هشاشة، وتعزيز الحوار العادل، والدفع نحو قوانين ومؤسسات شاملة، يُسهم المنتدى في بناء منطقة عربية أكثر عدلاً وإنصافاً — منطقة يتمتع فيها كل عامل، بغض النظر عن خلفيته أو وضعه، بحقوقه الكاملة وكرامته في العمل. وتتقاطع هذه الرؤية بعمق مع المعايير الدولية للعمل وجدول أعمال التنمية المستدامة، مؤكدة أن العمل اللائق والعدالة الاجتماعية هما ركيزتان أساسيتان للسلام والازدهار في المجتمعات

محتوى Content

12667421-1753853980
(ATUC)
arArabic