المغرب يقدّم رؤية مناخية طموحة جديدة إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية قبيل مؤتمر الأطراف
الرباط، 30 سبتمبر 2025 — قدّمت المملكة المغربية رسميًا مساهمتها المحددة وطنيًا المحدّثة (NDC 3.0) إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (UNFCCC)، مؤكدة ريادتها في العمل المناخي قبيل مفاوضات مؤتمر الأطراف القادم.
تتضمن الوثيقة خطة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 53٪ بحلول عام 2035، ووضع مسار لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، ما يمثل خطوة رئيسية ضمن الاستراتيجية المناخية طويلة الأمد للمغرب.
وقالت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة: “تعكس هذه الرؤية التزام المغرب بعمل مناخي شامل اجتماعيًا، مستدام اقتصاديًا، وطموح تكنولوجيًا. نحن ندمج إزالة الكربون مع التحديث الاقتصادي، وخلق فرص العمل، وضمان انتقال عادل لجميع المواطنين والمناطق.”
⸻
أبرز ملامح الرؤية المناخية للمغرب
* أهداف طموحة للتخفيف:
تحدّد المساهمة الوطنية (NDC 3.0) سبعة قطاعات رئيسية لخفض الانبعاثات تشمل: الطاقة، النقل، الصناعة، البناء، الزراعة، النفايات، والغابات.
يخطط المغرب لتوسيع قدراته في الطاقة المتجددة، واعتماد النقل الكهربائي، وتحسين كفاءة الطاقة، وإزالة الكربون من العمليات الصناعية.
* التكيّف والقدرة على الصمود:
تركّز الاستراتيجية على تدابير التكيّف لمواجهة ندرة المياه، الجفاف، والتأثيرات المناخية على الزراعة والمناطق الساحلية والغابات.
وقد حدد المغرب أكثر من 100 مشروع للتكيّف ودمج مفهوم الصمود في التخطيط الوطني.
* الانتقال العادل والإدماج الاجتماعي:
تتضمن الرؤية مبادئ المساواة بين الجنسين، والعدالة الإقليمية، والإدماج الاجتماعي، لضمان دعم الفئات السكانية والمجتمعات الأكثر تأثرًا بمرحلة الانتقال.
* التمويل والاستثمار المناخي:
تقدّر المساهمة الوطنية الحاجة إلى 96 مليار دولار أمريكي، مع التمييز بين الإجراءات المحلية غير المشروطة وتلك المشروطة بالدعم الدولي.
وتم تحديد أكثر من 190 مشروعًا قابلاً للتمويل والتنفيذ.
* نهج تشاركي:
عُقدت أكثر من 60 جلسة تشاور جمعت بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والسلطات المحلية، لضمان مشاركة واسعة.
وشكلت النساء أكثر من 50٪ من المشاركين، في دلالة على التزام المغرب بالحوكمة الشاملة.
⸻
الأهمية العالمية
تبرز المساهمة المغربية ريادتها على مستوى إفريقيا والمنطقة العربية، إذ تجمع بين أهداف تخفيف طموحة، وتدابير تكيّف قوية، ومبادئ العدالة الاجتماعية. وتعدّ الاستراتيجية نموذجًا لدمج العمل المناخي مع التنمية المستدامة ورفاه الإنسان. وقال ممثل عن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ:
“يُظهر المغرب أن المسؤولية المناخية يمكن أن تكون محرّكًا للفرص الاقتصادية، والإدماج الاجتماعي، وحماية البيئة في الوقت نفسه.”
⸻
الخطوات المقبلة
ستراجع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (UNFCCC) المساهمة الوطنية المغربية (NDC 3.0) في إطار آلية الشفافية المعززة. وسيواصل المغرب متابعة التنفيذ من خلال آليات تنسيق وطنية، ونشر تقارير تقدم دورية لضمان الشفافية والالتزام بالتعهدات المناخية العالمية.
⸻
للمزيد من المعلومات:
وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة
www.mtedd.gov.ma
مملكة المغرب